احلامي المدفونة قد نمت

لا يكفي ان أكتب كلماتٌ كي تُعبر عما أُعانيه ، ولا يكفي أن أُخمِنَ رَقمٌ كي يُظهر كم شعرةٌ سقطت من رأسي ، حتى أنني أصبحتُ كالجسد البالي لا أعلم متى تأتي رِصاصةُ الألم لِتَغرُز بجسدي ، فهي تأتي من دون استئذان.
كنت أحلمُ وأخطط لِرسم طريقٌ زاهي، حتى أن قَدِمَ خبرَ مرضي فقد سقطت أحلامي وأُغلِقَ منفذ طريقي ، حتى أنني سَقطتُ أرضاً من الصدمةُ ، وكأنني كُنتَ أكتب بقلمٍ أبيضَ على ورقةٍ بيضاء ، أردتُ حينها أن أنام ولكن بسباتٍ عميق لا نهايةٌ لهُ.

كنتُ أُعاني من جميع النواحي فالكيماوي الذي يُعتَبرَ دوائي قد أهلكَ جسدي ، جعلني كما كنتُ أَرسُم نفسي في السادسةُ من عمري.

كان هناك مُسبِبٌ رئيسيٌّ بذلك الألم وهوَ عقلي الذي قفلَ على نفسهِ بإصطحاب الكثير من الإحباطَ والتفكيرُ السلبيُّ كما أنهُ أمهلَ نفسَهُ الكثير من الوقت لِذلك التفكير فقد نسيَ أن هناك مصطلحٌ يدعى الأمل.
فالأملُ قد يأتِ على هيئةِ زاويةُ نافذةٍ يهب منها النورُ على غرفةٍ يملَئُها الظلامُ ، فهو أتانِ على هيئةَ آيةٍ من قرآنُنَا الكريم وهي قال تعالىSad فإنَ مع العسرِ يسرا) فحينَ سمعتها هُزَّ كوني وقُشعَرَ بدني وفتحَ عقلي زاويةَ الإيجابةَ منهُ .
والذي أكد على وجود الأملَ في جميع الأماكن انها قد أتت مرتانِ متتاليتانِ ، حينَ سمعتُها نسيْتُ ما مضى من عمري ومعاناتهِ مع المرض وكأنني وُلِدتُ حديثاً.
أصبح تفكيري تغمرهُ الإيجابية وأفرح عند قدوم وقتِ جلسة الكيماوي ، فالذي خلقني قادر على شفائي فاللهُ يعلمُ وانتم لا تعلمون .

بقلم: سهر العلاوي